الاقتصاد الإبداعي: جدلية الفن والصناعة بين النظرية والتطبيق

التجربة الإماراتية أنموذجا

يتجاوب هذا الكتاب مع إشكال مؤرق مؤداه: ما مدى حاجة ثقافتنا العربية إلى تعميق المعرفة بالبُنى والمفاهيم والاستراتيجيات التي تقوم عليها أسس فلسفة الاقتصاد الإبداعي المعاصر؟ وفي ضوء هذه المعضلة، تستقصي الجهود العلمية للمؤلِّفة مشاغلَ الاقتصاد الإبداعي؛ إذ رامَت تشييدَ رؤية منسجمة، تتخطى عوائقَ التنظير المجرّد إلى صميم التجربة الواقعية، متوسّلةً بموجب ذلك مرجعياتٍ فكريةً منفتحة، وبياناتٍ تحليليةً مركّبة، ونماذجَ تطبيقية تنطوي على خصوصية ثقافية وحضارية رائدة. ومن ثمة، أصّل الباب الأول للمفاهيم المحورية، كاشفا عن أهمية الاقتصاد الإبداعي بوصفه ظاهرة مركّبة تتشابك في نسيجها البُنى الثقافية بالأنساق الرمزية والأهداف التنموية، ضمن أفقٍ متعدد التخصّصات يجمع بين التصوّرات الفلسفية والاقتصادية ومنظورات الدراسات الثقافية. فيما عرض الباب الثاني التجارب العمَلية، مبرزا -على نحو خاص- قيمة النموذج الإماراتي، وآثاره الملموسة في تحويل الثقافة إلى رافعة استراتيجية للتنمية المستدامة، عبر منظومة شمولية للتمكين الإبداعي تقوم على الحوكمة، والرؤى الاستشرافية، وروح المبادرة. أمّا الباب الثالث، فقد خاض -نقديا- في تأمل واستكناه مسارات المستقبل، معربا عن التحديات التي يفرضها التشيؤ الثقافي، والتغيرات التي تشهدها الهوية، وآفاق التحوّل الرقمي في مساعي إعادة تموضع الإبداع في صميم المشروع الحضاري الإنساني.