يرصد هذا الكتاب العلاقات التي يقيمها العمل الفني خارج ظروف إبداعه؛ فبعيدا عن كواليس الورشة، وعن المشاعر التي تستبد بكُنْهِ الفنان في خضم الإنتاج... تتخذ تأثيرات العمل الفني تجلياتٍ جدليةً غنيةً تتخطى حدود أحواله الخاصة، نتيجة خروجه من مضايق المُنتِجِ إلى رحابة المتلقي، سواء أكان مُشاهدا عاديا أم ناقدا متمرسا... في هذا المساق، يخوض الأكاديمي التونسي الدكتور "خليل قويـعة" في مقاربة ظاهرة "الإنشائية المفتوحة" من خلال سبر أغوار الخطابات والفهوم والتأويلات التي يراكمها الإنتاج الفني، انطلاقا من ورشة الفنان، وصولا إلى الفضاء الثقافي الذي يجمع بين المتلقّي الفاعل والمشارك والمؤوّل والنّاقد والمنظّر. سيجد القارئ في هذا الكتاب إجاباتٍ نقدية وفلسفية لعدد من الأسئلة التي ما فتئت تعترض مختلف أنواع المتلقين في معرض سعيهم إلى فهم الأعمال الفنية، وتحليلها، ونقدها، وتأويلها بما يتماشى وخبرتهم الجمالية، كما سيجد المهتمون بالفنون التشكيلية والبصرية تصورات ثقافية تجيب عن كلّ ما "يتحوّل" فيه، ومن خلاله، العمل الفنّي إلى صيرورة نصّية... تثبت –بجلاء- أن تاريخ الفن هو تاريخ أفكار ومواقف لفاعلين متعدّدين في الزّمن التاريخي، وليس تاريخ منجزات فنيّة في المطلق أو سردا لسِيَر فنّانين معزولين.